السير اليكس فيرغسون


يمتلئ عالم كرة القدم بالعديد من الشخصيات الأسطورية التى كتبت التاريخ سواء على مستوى اللاعبين أو مستوى المدربين ولكن الشخصية التى سنتناولها اليوم ربما تكون هى جزء من التاريخ نفسه فهو الرجل صاحب الانجازات التى لا تنسى والضلع الاساسى فى تاريخ العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد الذى سطر معه التاريخ طيلة سبعة وعشرون عام .

هو من حاز لقب السير عن جدارة واستحقاق هو السير اليكس فيرغسون وخلال هذا الموضوع سوف نستعرض معكم أبرز المحطات الرئيسية في تاريخ ومسيرة السير اليكس فيرغسون وكيف استطاع ان يكون تلك المسيرة الاسطورية التى لا يمكن تجاوزها رفقة العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد .


النشأة والبدايات

اسمه بالكامل الكسندر تشابمان فيرغسون ولد فى 31 من شهر ديسمبر لعام 1941 وذلك فى مدينة جلاسكو التى تقع فى دولة اسكتلندا إحدى الدول الخاضعة للتاج البريطانى .

تنتمي عائلته إلى الطبقة العاملة وكانت تعمل فى مجال بناء السفن وكان والده يعمل فى ذلك المجال هذا بالاضافة الى كونه لاعب كرة قدم هاوي وبالتالى بمجرد ملاحظاته لموهبة طفله الكسندر دعمه وعمل على تحسين قدراته ومستواه فى كرة القدم .

 

وكانت بداية مسيرته فى عام 1958 وذلك فى صفوف نادى كوينز بارك الاسكتلندى وكان يبلغ من العمر فقط ستة عشر عاما ولكنه لم يحجز مقعدا أساسيا في الفريق هذا بالرغم من مشاركته في 31 مباراة استطاع خلالها تسجيل أحد عشر هدفا .

 

وبحثا عن المشاركة أساسيا انتقل إلى نادي سانت جونستون ولكنه رغم مشاركاته الفعالة إلا أنه لم يستطع الحصول على فرصة كاملة للمشاركة اساسيا ايضا حتى جاءت مباراة سانت جونستون أمام جلاسكو رينجرز حينها تألق فيرغسون بشكل غير متوقع اطلاقا واستطاع تسجيل ثلاثية ساعدت فريقه على الفوز فى تلك المباراة واستمر فيرغسون فى صفوف النادى حتى عام 1964 .


بداية احتراف كرة القدم

بعد صعود مستوى فيرغسون استطاع ان يلفت الانظار اليه فوقع معه نادى دنفرملاين عقدا احترافيا ليصبح لاعب كرة قدم احترافى بدوام كامل وكانت مسيرته مع نادي دنفرملاين مميزة للغاية إذ استمر معهم حتى العام 1967 وخلال تلك الفترة شارك معهم في 88 مباراة استطاع ان يسجل فيهم 66 هدفا .

 

وخلال عام 1967 نافس فيرغسون رفقة ناديه على لقبى الدورى والكأس إلا أنه فريقه خسر كلا البطولتين فقد خسر الدورى بفارق نقطة واحدة كما أنه خسر الكأس بنتيجة 3-2 بعدما تم استبعاد فيرغسون من المباراة النهائية وذلك كإجراء عقابي بعد مستوى سيئ فى مباراة له فى الدورى .

 

ومع نهاية موسم 1967 انتقل إلى نادي جلاسكو رينجرز الاسكتلندي في صفقة تاريخية آنذاك وذلك بعدما بلغت صفقة انتقاله 65 الف جنيه استرليني وهي أكبر صفقة انتقال للاعب بين ناديين اسكتلنديين فى ذلك التوقيت .

 

وخلال مسيرته مع نادى رينجرز استمر معهم لمدة موسمين وكان اداءه مميزا للغاية حيث سجل 25 هدف في 41 مباراة خاضها مع الفريق ولكن حدثت العديد من المشكلات له خلال تلك الفترة مع ناديه أبرزها التدرب مع الناشئين وهو ما اعتبره فيرغسون تجربة سيئة للغاية ويقال انه عانى من التمييز بسبب زواجه من زوجته الكاثوليكية إلا أنه قد صرح سابقا أن النادي كان على علم مسبق بديانة زوجته .

 

وفى عام 1969 انتقل فريغسون الى نادى فالكريك والذى لعب فى صفوفه حتى عام 1973 ولعب معهم 106 مباراة استطاع خلالها تسجيل 36 هدفا فى مختلف البطولات التى خاضها مع الفريق .

 

وفى نهاية عام 1973 انتقل الى نادى اير يونايتد وهو النادى الذى لعب فى صفوفه لمدة موسم واحد خاض فيه 24 مباراة سجل خلالها تسع اهداف .

 

 بعدها قرر اليكس اعتزال كرة القدم فى عام 1974 وهو فى سن الثانية والثلاثون واتجه إلى التدريب ليكون ذلك بداية لمسيرة أسطورية لاحد اهم المدربين فى تاريخ كرة القدم العالمية على مدار تاريخها .

 

بداية مسيرته التدريبية

بدأ السير اليكس فيرغسون مسيرته التدريبية فى سن صغير حيث كانت اولى محطاته التدريبية عام 1974 حيث تولى الإدارة الفنية لنادي سانت ستريلنغشاير الاسكتلندى وكان مرتبه ما يقارب 40 جنيه استرليني في الأسبوع ولم يكن يعمل فيرغسون حينها كمدرب بشكل احترافى بدوام كامل .

 

وكان هذا النادى ذا موارد محدودة حتى انه لم يكن يمتلك حارس مرمى للفريق ولكن بالرغم من ذلك الا ان فيرغسون استطاع أن يطبق فلسفته الخاصة فى هذا النادى وحقق معهم نتائج طيبة وفرض شخصيته على اللاعبين حتى ان احد اللاعبين فى النادى قد صرح أنه لم يخف اطلاقا من قبل مثل خوفه من فيرغسون الذي استطاع ان يبسط نفوذه وأسلوبه منذ البداية على الفريق .

فى نهاية عام 1974 تلقى فيرغسون عرضا من نادي سانت ميرين لتولى الادارة الفنية للفريق وقد وافق فريغسون بالفعل على العرض هذا بالرغم من ان سانت ميرين يلعب في درجة أدنى من نادى سانت ستريلنغشاير .

 

وبالرغم من قلة الموارد المادية فى نادى سانت ميرين الا ان السير اليكس استطاع تحقيق نتائج مميزة للغاية أبرزها التأهل الى دورى الدرجة الأولى الاسكتلندي عام 1977 ولكن عام 1978 تمت إقالة فيرغسون من الادارة الفنية للفريق وهى المرة الوحيدة التى تتم فيها إقالته وكان سبب الاقالة هو الخلاف من الادارة .

 

ولم ينتظر فيرغسون طويلا ففى نفس العام تولى الإدارة الفنية لنادي أبردين وهى واحدة من أنجح محطاته التدريبية خلال مسيرته فمع الموسم الاول لقيادته الإدارة الفنية وصل مع الفريق الى نصف نهائى كأس اسكتلندا كما حل في المركز الرابع فى ترتيب الدورى الاسكتلندى .

وفى موسم 1979 / 1980 نجح فى تحقيق واحدة من الإنجازات التاريخية للنادي إذ استطاع تحقيق لقب الدوري الاسكتلندي الممتاز وهى المرة الاولى منذ خمسة عشر عاما مضت يخرج فيها لقب الدورى من بين ناديي جلاسكو رينجرز وسيلتيك .

 

وفى عام 1982 استطاع فريغسون ان يحقق لقب كأس اسكتلندا وهو ما لفت الانظار اليه فتم ترشيحه لتدريب نادي ولفرهامبتون إلا أنه رفض وفضل الاستمرار مع ابردين .

 

ومع موسم 1983 كانت واحدة من العلامات الفارقة فى تاريخ فيرغسون ونادى أبردين بشكل خاص والكرة الاسكتلندية بشكل عام إذ شارك نادي أبردين تحت قيادة مدربه فيرغسون فى بطولة كأس الكؤوس الاوروبية وكانت مشاركة مميزة جدا .

إذ استطاع التغلب على العملاق البافاري نادي بايرن ميونخ ووصل إلى نهائي البطولة واستطاع التغلب على النادى الملكى الاسبانى نادى ريال مدريد بهدفين مقابل هدف ليحقق النادي البطولة الأولى القارية فى تاريخه ليصبح ثالث نادي إسكتلندي يحقق بطولة قارية .

وخلال نفس الموسم استطاع ان يحقق بطولة كأس اسكتلندا على حساب جلاسكو رينجرز وخلال موسم 1984 استطاع أن يحقق لقبي الدورى والكأس لتنهال العروض على اليكس فيرغسون من اجل تدريب اندية انجلترا مثل ارسنال وتوتنهام إلا أنه رفض تلك العروض .

واستمر فيرغسون في تحقيق الألقاب رفقة أبردين مثل معاودته لتحقيق لقب الدوري الاسكتلندي موسم 1985 .

وفي خطوة تاريخية في مسيرة فيرغسون تولى تدريب منتخب اسكتلندا بشكل في بطولة كأس العالم 1986 وخلال نفس الموسم كان قد حقق المركز الرابع رفقة نادي أبردين .


صناعة التاريخ مع اليونايتد

عام 1986 استطاعت ادارة مانشستر يونايتد ان تتعاقد مع المدرب الواعد اليكس فيرجسون حيث لم تكن الأمور في مانشستر جيدة اطلاقا فالفريق كان خلف غريمه ليفربول بفارق كبير من الألقاب ولم يكن هناك أي انضباط داخل غرفة خلع ملابس الفريق وربما كانت تلك هي المشكلة الأهم التي واجهت فيرغسون فى بداية مهمته .

 

ليس هذا فحسب بل ان الفريق لم يحقق بطولة الدوري منذ عام 1967 أي ما يقارب من عقدين قبل تولى فيرغسون مهمة تدريب اليونايتد فى حين كان الغريم ليفربول يسيطر بالطول والعرض على بطولة الدورى .

 

لذلك أدرك فيرغسون أنه أمام مهمة لن تكون سهلة وسوف تحتاج الى الكثير من العمل والوقت وكان أول القرارات التى عمل على تنفيذها هو عودة الانضباط إلى لاعبي الفريق وغرفة خلع الملابس خصوصا مشكلة تناول العديد من اللاعبين للكحوليات وهو ما يؤثر على مستواهم الذهني والبدنى واستطاع فيرغسون أن يفرض شخصيته القوية ويفرض حالة الانضباط على اللاعبين .

 

وخلال الموسم الاول من تدريب السير اليكس لليونايتد استطاع ان يحقق معه المركز الحادى عشر فى الدورى الانجليزى (من أصل 22 فريق) وفى الموسم الثانى أبرم عدة صفقات جعلته يحقق وصافة الدوري بعد ليفربول وهو ما اعتبر بداية مبشرة للغاية .

 

ولكنه وعلى غير المتوقع خلال الموسم الثالث تراجع الفريق بشكل كبير وخرج من كأس انجلترا وأنهى الدوري في المركز الحادي عشر مرة ثانية بعدما كان قد احتل الوصافة فى الموسم السابق .

 

وفي موسم 1990 استطاع فيرغسون ان يحقق البطولة الاولى له رفقة مانشستر يونايتد حيث استطاع تحقيق بطولة كأس انجلترا بعد الفوز على كريستال بالاس بهدف نظيف ولكنه أنهى الدوري في هذا الموسم فى المركز الثالث عشر وهو ما جعل الصحافة الانجليزية تشن هجوما واسعا على المدرب وسط توقعات كبيرة بإقالته من منصبه .

 

ولكن موسم 1991 كان مختلفا إذ حقق اليونايتد بطولة كأس الكؤوس الأوروبية بعد تغلبه فى النهائى على نادى برشلونة الاسبانى بالاضافة الى الوصول الى نهائى بطولة كأس الدوري الانجليزي وتحقيق المركز السادس فى الدورى الانجليزى ووعد فيرغسون بتحقيق بطولة الدورى فى الموسم التالى وهو ما خفف من حدة الانتقادات التي يواجهها .

 

وفي موسم 1992 لم يستطع تنفيذ وعده بتحقيق لقب الدورى الانجليزى إذ حل في الوصافة خلف نادي ليدز يونايتد بالرغم من تصدر لليونايتد لجدول ترتيب الدوري غالبية الموسم ولكن استطاع ليدز فى النهاية خطف اللقب .

لكن اليونايتد لم يخرج من هذا الموسم خالى الوفاض بل استطاع تحقيق بطولة كأس الدورى الانجليزى للمرة الاولى فى تاريخه .

 

ولكن موسم 1993 كان موسما تاريخيا و منعطفا كبيرا في العلاقة بين اليونايتد وفيرغسون إذ استطاع الفريق ان يحقق بطولة الدورى الانجليزى الممتاز وذلك بعد أكثر من عقدين ونصف من الانتظار وذلك بعد الانسجام الكبير الذى شهده الفريق خصوصا مارك هيوز وكانتونا وفى هذا الموسم تم اختيار اليكس فيرغسون ليكون مدرب العام .

 

وفي موسم 1994 استمر النجاح الكبير لكتيبة فيرغسون إذ استطاعوا تحقيق الثنائية المحلية وهما الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا وضم اليونايتد خلال هذا الموسم اللاعب روى كين .

 

واستمرت مسيرة اليكس مع اليونايتد بشكل مميز وتوالى تحقيق البطولة وتكررت الثنائية مرة ثانية فى موسم 1996 وان كان هذا لم يمنع وجود مواسم تراجع فيها الفريق ولم يحقق بطولات مثل موسم 1995 وموسم 1998 .


لقب السير وتكريم الملكة

ولكن موسم 1999 كان موسما حافلا ومميزا في تاريخ اليونايتد وفيرغسون واستطاع أن يصالح فيه الجماهير عن موسم 1998 الذى خرج منه الفريق خالي الوفاض اذ حقق اليونايتد فى هذا الموسم بثلاثية تاريخية إذ فاز بلقب الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا وكذلك بطولة دوري أبطال أوروبا .

ليكن فيرغسون في هذا الموسم على موعد مع التاريخ و تقرر الملكة اليزابيث الثانية ملكة إنجلترا تكريمه على هذا الانجاز وتعطيه لقب السير وهو أرفع لقب يمكن يناله اى شخص داخل المملكة المتحدة البريطانية .


التفكير في الاعتزال ثم التراجع

فى موسم 2002 خرجت تكهنات تشير بأن ذلك الموسم هو آخر مواسم فيرغسون مع اليونايتد وان السير قد قرر الاعتزال ومغادرة الفريق وكان لهذه الاخبار وقع نفسي وذهني وفنى سلبي بشكل كبير على لاعبي الفريق وهو ما دفع فيرغسون الى اعلان انه مستمر مع الفريق لثلاثة مواسم على الأقل .


الهيمنة المحلية والقارية

مع استمرار السير اليكس فيرغسون فى تطبيق فلسفته واستقدام اللاعبين المميزين استطاع أن يفرض هيمنة مانشستر يونايتد محليا ويضمن له تواجد قوي قاريا ففى موسم 2003 استطاع ان يحسم لقب الدورى قبل النهاية بنحو شهرين بالرغم من وجود خلف الارسنال فى البداية بفارق ثمانية نقاط . وهو نفس الموسم الذي اختلف فيه السير اليكس مع ديفيد بيكهام وادى ذلك الى مغادرة بيكهام لليونايتد لانتقاله الى ريال مدريد .

 

وفى موسم 2007 كان السير اليكس فيرغسون قد وصل موسمه العشرين داخل جدران اليونايتد واقام اليونايتد احتفالا كبيرا بتلك المناسبة حضر الحفل ارسن فينجر المدير الفنى لأرسنال والعديد من اللاعبين المميزين وخلال هذا الموسم حقق اليونايتد لقب الدورى وسجل كريستيانو رونالدو الهدف رقم 2000 لليونايتد تحت قيادة السير اليكس .

 

وفى موسم 2008 كان هناك إنجازات مميزة لليونايتد إذ استطاع تحقيق لقب الدورى الإنجليزى الممتاز هذا بالإضافة إلى تغلبه على تشيلسي في نهائي بطولة دوري ابطال اوروبا وتحقيقه للقب . واستطاع رونالدو نجم الفريق في هذا الموسم تحقيق ستة جوائز فردية منها الكرة الذهبية .

قرار نهائى بالاعتزال

استمر الفريق رفقة السير اليكس فيرغسون احد اقوى الفرق محليا وقاريا واستمر بتحقيق الانجازات وان كان هذا لا يمنع مرور بعض الاوقات الصعبة على الفريق ولكنها لا تذكر بالمقارنة بالانجازات التى تم تحقيقها .

حتى جاء مايو عام 2013 حيث أعلن السير اليكس فيرغسون اعتزاله التدريب نهائيا بعد مسيرة حافلة قاد فيها اليونايتد فى 1500 مباراة حقق فيها 38 بطولة مختلفة على الصعيدين المحلي والقاري .

 

حينها تحدث السير اليكس فيرغسون وقال انه قد اتخذ قرار الاعتزال منذ وقت كبير وبعد تفكير متأني وكان هدفه أن يترك المؤسسة وهى فى وضع قوى يسمح لها بعدم التأثر بغيابه وهو ما يعتقد أنه قد تحقق لذلك هو يتخذ قرار الاعتزال باريحية كبيرة بعد تلك المسيرة الحافلة .

 

انجازات السير اليكس فيرغسون .

كما ذكرنا فان السير اليكس فيرغسون يمتلك مسيرة طويلة وحافلة مع مختلف الاندية التى دربها وان كان الرصيد الاكبر من انجازاته قد حققه رفقة مانشستر يونايتد.

ومن أهم الانجازات التي حققها :

 

- الدوري الأسكتلندي (3 مرات)

- كأس الاتحاد الاسكتلندي (4 مرات) .

- كأس الرابطة الاسكتلندية (مرة واحدة) .

- كأس أوروبا لأبطال الكؤوس (مرتين) .

- الدوري الإنجليزي (13 مرة)

- كأس الاتحاد الانجليزى (خمس مرات)

- كأس رابطة الاندية الانجليزية (أربع مرات)

- كأس الدرع الخيرية (عشر القاب)

- دورى ابطال اوروبا (مرتين)

- كأس السوبر الأوروبية (مرتين)

- كأس العالم للأندية (مرتين) .